رحلة خارج حدود الخيال.. السِفر ما بعد الأخير: مشيئة البشر

مقدمة

رواية \”السِفر ما بعد الأخير: مشيئة البشر\” تدور في عالم قاتم وغامض حيث يعيش الإنسان تجربة متواصلة من العذاب والألم، في مكان تسيطر عليه قوى خارقة ومخلوقات غير مفهومة البنية أو الأهداف. يبدأ العمل على لسان البطل الذي يحاول فهم محيطه، ليجد نفسه محاصراً بين العذاب المستمر واستحالة الهرب، حتى نحو الموت. تُصور الرواية مواقف وأحداث تتجسد فيها قسوة العالم المحيط وشراسة الكائنات المسيطرة، مما يخلق أجواء مفعمة بالرعب والبؤس، ويضع الإنسان في صراع أبدي غير متكافئ من أجل البقاء في مفهومه المختلف.

الرواية تستعرض جوانب فلسفية عميقة حول الإرادة الإنسانية، معنى العذاب، والحياة التي تدور في حلقة مفرغة من الألم والخوف. الإسلوب الأدبي يترك انطباعاً قوياً لدى القارئ، فهو مشحون بالتشويق والتوتر ومشاهد العذاب الواقعية التي تجبر القارئ على مواجهة تساؤلاته حول الحياة، المصير، وقيمة الإرادة البشرية، إضافة إلى الكثير من الأسئلة الوجودية التي لا يمكن الإجابة عنها.

تفصيل لأبرز الشخصيات:

●ميلاد (بطل الرواية):
• هو الشخصية المركزية الذي استيقظ في بداية الرواية فاقداً للذاكرة. يتم تعريفه باسم \”ميلاد\” بواسطة مرافِقته مريم، ويواجه عالمًا مظلمًا وأحداثاً غامضة، يسعى خلالها لفهم طبيعة هذا المكان ومغزى وجوده فيه.

● مريم
•  إحدى الشخصيات الرئيسة، تساعد البطل وتوجهه منذ لحظة وصوله. تتمتع مريم بروح رحيمة وعاطفية، وتحمل قدرًا كبيرًا من الألم الداخلي بسبب تجربة المعاناة المستمرة في هذا العالم، وتظهر حزنًا عميقًا على صديقها هشام عند فقدانه.

● هشام
• شخصية مميزة، يُعيد تقديم البطل للعالم من خلال تجاربه المروعة مع الشياطين. هشام يُجسد الشخصية التي تعاني من العذاب المستمر، إذ يقبض عليه الشياطين ويذيقونه أنواع العذاب. يعود هشام لاحقًا بعد وفاته، وهو أول الأمثلة عن طبيعة البعث في هذا العالم​.

● عامر
• صديق مقرب للبطل، يملك خلفية غامضة، تتكشف قليلا، عن حياته السابقة، ويظهر قدرة غير متوقعة على التكيف مع الظروف القاسية. يتسم بقدرته التحليلية والعملية، ويميل إلى دعم أفكار البطل، ويساعده على إيجاد حلول لتحسين الظروف المحيطة.

● الأب
• قائد كهف البطل. يتميز بالحكمة والرعاية تجاه الجميع، مما يجعله شخصية محبوبة. يُدعى \”الأب\” نتيجة لتعامله الأبوي ودعمه للآخرين، ويشكل رمزًا للاستقرار والأمان النسبي وسط عالم مليء بالمخاطر​.

● كيمو
• أحد سكان الكهوف المجاورة، يتميز بقوة بدنية، وجسد ضخم، لا يعرف الخوف، ويمتلك تأثيراً على من حوله. يُعتبر قائدًا لكهفه، ويظهر في بعض الأحداث كشخصية حازمة تساهم في مواجهة المخاطر​.

● السيد جون
• شخصية مثيرة، يُعرف بدهائه وقدرته على التملص من المخاطر التي يتعرض لها الجميع. يتمتع بذكاء عالٍ ويبدو أنه يبقي مسافة بينه وبين الخطر بفضل حيلته ولباقته، ويمتلك رؤى استباقية للأحداث، مما يجعل الآخرين يعتمدون على حكمته​.

● كارل
• أحد شخصيات الحرس الذي يُظهر صلابة وبروداً، ويتسم بمظهره القوي وملامح صارمة توحي بقسوة. يظهر جانب من لباقته عندما يكون مع الآخرين، مما يضيف بُعداً لشخصيته المعقدة​.

● نينورتا:
• ذو الشخصية الغامضة، صاحب الحكمة الكبيرة، وأكثر العارفين بخبايا المكان.

● كيبا:
• المقاتل الشرس، ورمز التضحية والصلابة.

تتداخل هذه الشخصيات في حبكة تتناول العذاب، والأمل، والبقاء، وتضيف إلى الرواية طبقات من الصراع النفسي والفلسفي الذي يعزز من عمقها وأبعادها الإنسانية، خصوصا وأن الكاتب لم يختر الاسماء بعشوائية فوظفها ببراعة في خدمة أدوارها ورمزيتها.

نظرة عامة:

1-الجانب السردي والبنية الأدبية:

• البداية السردية: استهلال الرواية بالغموض وفقدان البطل للذاكرة يجذب القارئ إلى عالم يتجاوز الواقع. يتم تقديم شخصيات أخرى ببطء، مثل \”مريم\” و\”هشام\”، مما يساهم في بناء ملامح المحيط المظلم والأحداث المروعة.

• توظيف الشخصيات: تعتمد الرواية على شخصيات تواجه عالماً مظلماً وغير مفهوم. شخصية \”مريم\” مثلاً تجسد الأمل والمساندة وسط عالم معادٍ، فيما تُظهر شخصية \”هشام\” مفهوم العذاب المتكرر.

• الحوار: قلة الحوار بين الشخصيات وتفضيل الهمسات يُعزز شعور الرهبة، ويوحي بأن الخطر لا يتيح تواصلاً عاديًا، مما يزيد من توتر القارئ وارتباطه بالمشهد.

2-الرمزية والتيمات الأساسية:

• فكرة العذاب المستمر: العالم الذي لا يمكن الفرار منه حتى بالموت يشير إلى \”جحيم بشري\” يرمز إلى صراعات الإنسان النفسية والفلسفية والوجودية.

• رمزية الشياطين: يُمكن أن ترمز الشياطين إلى القوى القمعية أو النفسية التي تجعل الإنسان في صراع دائم.

• الأمل والثورة: رغم الظلام الذي يحيط بالبطل، هناك دائمًا بحث عن خلاص، مما يبرز أن الإرادة البشرية لا تنكسر بسهولة.

3-الفلسفة والأفكار العميقة:

• تساؤلات حول الوجود: الرواية تدفع القارئ للتساؤل حول معنى الحياة والذاكرة والموت. تجارب الشخصيات مع الألم تعكس فكرًا فلسفيًا حول قسوة المصير الإنساني المفروض.

• الإرادة البشرية أمام القهر: يقاوم البشر في هذا العالم القمعي بشتى الطرق، مما يعبر عن قدرة الإرادة البشرية على الصمود.

4-الأسلوب الأدبي والتقنيات المستخدمة:

• وصف مكثف: الوصف الدقيق والتفصيلي للمكان والألم يعزز شعور العزلة والخوف.

• استخدام الأجواء النفسية: نجح الكاتب في توظيف المكان كقوة معادية مما يخلق جواً من الكآبة والتوتر.

• التكرار والإيقاع السردي: تكرار العذاب اليومي يُعزز الشعور بالحتمية التي لا مفر منها.

حول أسلوب الكاتب:

1-أسلوب السرد:

• السرد بالأنا: يبدأ السرد من منظور البطل، وهو ما يعطي القارئ شعوراً عميقاً بالانغماس في تفاصيل التجربة. الأسلوب بضمير المتكلم يعزز إحساس القارئ بأنه يعايش أحداثاً واقعية، ويتيح للكاتب استكشاف البعد النفسي للبطل بكثافة.

• التدرج الزمني: يعتمد الكاتب على التدرج الزمني دون تعقيد، ما يُسهّل متابعة الأحداث واستيعاب مراحل تطور القصة. هذا الأسلوب يسهم في خلق حالة من الترقب، حيث ينتقل القارئ مع البطل من لحظة وصوله إلى المكان الغامض، إلى رحلته المتنامية في اكتشاف هذا العالم.

2-الوصف التفصيلي:

• وصف البيئة والمكان: يتميز الكاتب بقدرته على تصوير مشاهد بيئة مظلمة وكئيبة، تنعدم فيها الملامح التقليدية للعالم المألوف. يستخدم كلمات وعبارات دقيقة لتصوير الكهوف، الحرارة، الظلام، وملامح الرعب في المكان، مما يجعل القارئ يشعر برهبة المكان ويعيش التوتر والخوف الذي يحيط بالشخصيات.

• وصف الشياطين والمخلوقات الغامضة: يصوّر الكاتب الشياطين بدقة، حيث يتلاعب بالأوصاف لخلق ملامح مخلوقات أبعد من الخيال. من خلال الوصف الدقيق لحركاتهم وأصواتهم وأفعالهم، ويتجاوز الدقة عندما يصف بنيتهم التشريحية، وينجح الكاتب في جعل هذه الكائنات جزءًا أساسياً من عالم الرعب الذي تعيشه الشخصيات.

3-الإيقاع والأسلوب الأدبي:

• الإيقاع البطيء والمتأني: يستخدم الكاتب أسلوباً يتسم بالإيقاع البطيء، يعكس ثقل الوقت في هذا العالم المعذب، مما يعمّق شعور القارئ بالعذاب المستمر. هذا التأنّي يُبرز التوتر والقلق، ويُشعر القارئ بمدى استحالة الهرب.

• استخدام لغة مكثفة: الكاتب يميل إلى استخدام لغة دقيقة ومكثفة، مع تجنب الاستطراد غير الضروري، مما جعله قادرا على إبراز الجوانب النفسية والفلسفية، وفي نفس الوقت، ترك مساحة للخيال. تتخلل السرد عبارات فلسفية عميقة تتناول معنى الحياة والألم والمصير.

4-الصور البيانية والتشبيهات:

• التشبيهات والاستعارات: يعتمد الكاتب على التشبيهات المبتكرة، كتشبيه حرارة الجو بـ\”الفرن\” والكهف بـ\”الرحم\”، ليعزز من إحساس القارئ بقسوة المكان. هذا الاستخدام يعكس قدرة الكاتب على توظيف اللغة بصور شعرية قوية تُثري العمل دون أن تُفقده طابعه الواقعي.

• التكرار: يوظف التكرار بشكل ذكي، إذ يكرر عبارات وأفكار ترتبط بموضوعات الرواية الأساسية كالألم والعذاب والموت، مما يعزز من تأثيرها في نفس القارئ ويؤكد على طبيعة العالم المغلق الذي لا يعرف نهاية.

5-التأثير النفسي للسرد والوصف:

• أسلوب الكاتب يخلق إحساساً بالرعب النفسي، حيث يسهم الوصف في جعل القارئ متوترًا طوال القصة. فيصف الكاتب بألم كبير مشاعر الخوف التي تسيطر على الشخصيات، ما يعكس قدرته على إيصال تلك المشاعر بدقة.

• يتميز الكاتب بمهارته في إدخال القارئ في عالم معقد، ينقل فيه الشخصيات بين الألم والأمل، مع استخدام وصف بليغ يعمق من انطباع الكابوس والرهبة.

خلاصة:

أسلوب الكاتب يتميز بقدرة استثنائية على السرد الوصفي القوي، حيث يتمكن من خلق أجواء نفسية مظلمة تشد القارئ وتجعل تجربته حية. يجمع الكاتب بين دقة الوصف وكثافة اللغة والصور التشبيهية، مما يجعل السِفر ما بعد الأخير: مشيئة البشر عملا يجمع بين الخيال والفلسفة ويدفع القارئ لإعادة الفكير في مواضيع مصيرية.

البعد الفلسفي والنفسي للعمل:

1-تساؤلات حول الوجود والمعاناة:

• جدلية الألم والوجود: ترتكز الرواية على تصوير المعاناة كجزء لا ينفصل عن الوجود الإنساني. جميع الشخصيات تعيش في عالم يبدو كجحيم لا نهائي، حيث تكرر المعاناة إلى ما لا نهاية. يطرح الكاتب بذلك تساؤلات حول طبيعة الألم وارتباطه بالإنسانية. المعاناة هنا لا تتعلق بالذنب أو العقاب، بل تبدو كجوهر أساسي للوجود، وكأنها قدر لا مهرب منه.

• تجربة الموت والبعث: يظهر الموت في الرواية بشكل غير اعتيادي؛ فهو لا يُعتبر مخرجاً، إذ تعود الشخصيات للحياة بشكل متكرر بعد موتها. هذا يعكس فلسفة الحياة باعتبارها سلسلة متواصلة من التجارب، ويضع الموت في سياق يجرده من دوره الطبيعي، ليصبح مجرد لحظة بين أحداث دائمة، مما يطرح فكرة أن الوجود لا ينتهي وإنما يعيد نفسه.

2-الإرادة الإنسانية وحرية الاختيار:

• تحدي القدر والمصير: الشخصيات، وعلى رأسها البطل، تُدرك تدريجياً أن وجودها في هذا العالم المظلم ليس مجرد صدفة. يأتي هذا الإدراك مع بحث مستمر عن سبيل للهرب أو للتحرر من هذا الواقع. بالرغم من عدم القدرة على التحكم في العواقب، إلا أن الشخصيات تحاول دائماً التحايل على القدر، مما يعكس إصرار الإنسان على البحث عن معنى للوجود، حتى في أحلك الظروف.

• مفهوم الإرادة الحرة: في ظل هذا العالم المغلق، تأتي حرية الإرادة كمسألة نسبية. يُبرز الكاتب كيف أن كل فرد يحاول التمسك بحريته، ولو بشكل بسيط، من خلال قراراته وأفعاله. على الرغم من انعدام القدرة على الهروب من العالم الذي يعيشون فيه، تسعى الشخصيات للتمرد، ما يفتح تساؤلات حول معنى الإرادة الحرة وقيودها في واقع قاسٍ مثل هذا.

3-علاقة الإنسان بالمكان والزمان:

• تشويه المكان والزمان: الزمن هنا يتغير ويتحول، حيث تعاني الشخصيات من شعور بثقل الوقت وكأنه يمتد بلا نهاية، ما يعكس مأزق الوجود في عالم ثابت لا يتحرك. المكان بدوره يشبه السجن الكوني، مما يرمز إلى فكرة الجحيم الوجودي، حيث لا يُتاح للبشر أي احتمال للفرار من كونهم موجودين. فيتحدّون مع الوجود كما اتحد أبطال العمل مع المكان بالتعمق في الكهوف وتوسيعها.

• اللامكان: المكان في الرواية لا يحمل ملامح مميزة في جغرافيته، رغم أنه عالم متكامل من المفاجآت القاسية الغير قابلة للتنبؤ، لكنه يسير وفق قواعده الخاصة شديدة المنطقية. ويغيب فيه الشعور بالانتماء. فالشخصيات تعيش حالة من النفي الدائم، وكأن وجودهم عالق في نقطة خارج الزمان والمكان، مما يوحي بأن المعاناة الإنسانية تجربة كونية، تتجاوز الأماكن والأزمنة المحددة.

4-ماهية الخير والشر:

• تجسيد الشر: يمثل وجود الشياطين رمزًا للشر المطلق، الذي لا يسعى لتدمير البشر بل لإيقاعهم في عذابات لا متناهية. تختلف الشياطين عن المخلوقات الطبيعية، حيث إنها تتصرف بوعي تام ومتعمد لإيقاع الأذى، مما يدعو للتأمل في ماهية الشر ومعناه في حياة الإنسان.

• الخير كمفهوم ضبابي: تفتقر الشخصيات لأيّ مظاهر للخير التقليدي، لكنها تتشبث به فيبرز من خلال التعاون والتعاطف، حتى في خضم قسوة عالمها. ما يظهر هنا هو أن الخير ليس مطلقًا، بل ينشأ كنتاج لمحاولة البشر التصدي للقوى التي تحاصرهم، أي أن الخير يظهر كنتيجة للشر، وكأنه رد فعل للتغلب على الألم، وهي فكرة ذات أبعاد كثيرة تحتاج إلى التعمق لاستيضاحها.

5-العبثية وفلسفة اللامعنى:

• حياة بلا معنى: يعكس العمل مشهدية عالم عبثي، حيث يبدو أن الشخصيات تعيش في حلقة مفرغة، محكومة بالمعاناة. الحياة هنا تُعاد بنفس التفاصيل والتجارب، ما يشير إلى عبثية الوجود وانعدام الغاية، ويدعو القارئ للتأمل في احتمالية أن يكون الواقع محكوماً بعبثية مماثلة.

• الصراع ضد العبث: رغم الطابع العبثي، تتحدى الشخصيات مفهوم اللامعنى من خلال البحث عن شيء أكبر، مثل الهروب أو تحسين ظروف حياتهم. ما يظهر هو ميل الإنسان الفطري لإيجاد معنى، حتى عندما تكون الظروف منعدمة الأمل، مما يعكس أن البحث عن المعنى بحد ذاته قد يكون هو المعنى، وهو ما حاول الكاتب بجهد إيصاله، في تمرد غير متوقع على الأفكار الكثيرة التي يبرر البشر من خلالها وجودهم.

6-الأمل والثورة على القدر:

• الأمل كقوة مضادة للقدر: رغم البؤس، يبقى الأمل ماثلًا كشعلة صغيرة في قلوب الشخصيات. محاولاتهم المتكررة لتحسين أوضاعهم، كتعمقهم في الكهوف، تعبر عن رؤية فلسفية تعتبر الأمل جزءًا لا يتجزأ من الوجود، حتى عندما يبدو القدر معاكسا له.

• الثورة الداخلية: الرواية تبرز كيف أن شخصياتها، رغم سجنهم الظاهر، تحمل بداخلها شعلة التمرد، وهو ما يجعل الإنسان قادرًا على التمرد حتى عندما يبدو مصيره محسومًا. هذا التمرد هو ثورة على فكرة الثبات والحتمية، ورغبة في البقاء رغم العوائق المستحيلة.

خلاصة:

البعد الفلسفي في رواية السِفر ما بعد الأخير: مشيئة البشر يعكس رؤى عميقة عن الوجود الإنساني، خصوصاً في ظل الألم والعبثية. تستكشف الرواية أسئلة جوهرية عن الإرادة، المعنى، والأمل، وتضع القارئ أمام واقع قد يكون مظلماً، لكنه ينبض بالتفكير والتأمل في قوى الإرادة والمصير.

أ.ريم نداف

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *